الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } * { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ } ، يا بني إسرائيل، { أَن يَرْحَمَكُمْ } ، بعد انتقامه منكم، فيردَّ الدولة إليكم، { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } ، أي: إن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة. قال قتادة: فعادوا فبعث الله عليهم محمداً صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـٰفِرِينَ حَصِيرًا } ، سجناً ومحبساً من الحصر وهو الحبس. قال الحسن: حصيراً أي: فراشاً. وذهب إلى الحصير الذي يبسط ويفرش. { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } ، أي: إلى الطريقة التي هي أصوب. وقيل الكلمة التي هي أعدل وهي شهادة أن لا إلٰه إلا الله، { وَيُبَشِّرُ } ، يعني: القرآن، { ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهم } ، بأن لهم، { أَجْرًا كَبِيرًا } ، وهو الجنة. { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } ، وهو النار.