الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }

قوله عزّ وجلّ: { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـٰمِهِمْ } ، قال مجاهد، وقتادة: بنبيهم. وقال: أبو صالح والضحاك: بكتابهم الذي أنزل عليهم. وقال الحسن وأبو العالية: بأعمالهم. وقال قتادة أيضاً: بكتابهم الذي فيه أعمالهم، بدليل سياق الآية. { فَمَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } ، ويسمٰى الكتاب إماماً كما قال عزّ وجلّ:وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَـٰهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ } [يس: 12]. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: بإمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إلى ضلالة أو هدى، قال الله تعالى:وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [الأنبياء: 73]، وقال:وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } [القصص: 41]. وقيل: بمعبودهم. وعن سعيد بن المسيب قال: كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر. وقال محمد بن كعب: { بِإِمَـٰمِهِمْ } ، قيل: يعني بأمهاتهم، وفيه ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها: لأجل عيسى عليه السلام، والثاني: لشرف الحسن والحسين، والثالث لئلا يفتضح أولاد الزنا. { فَمَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـٰبَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } أي: لا ينقص من حقهم قدر فتيل.