الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } * { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } * { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً }

{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } من قبوركم إلى موقف القيامة، { فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } ، قال ابن عباس: بأمره. وقال قتادة: بطاعته. وقيل: مقرين بأنه خالقهم وباعثهم ويحمدونه حين لا ينفعهم الحمد. وقيل: هذا خطاب مع المؤمنين فإنهم يبعثون حامدين. { وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ } ، في الدنيا وفي القبور، { إِلاَّ قَلِيلاً } ، لأنّ الإِنسان لو مكث ألوفاً من السنين في الدنيا وفي القبر عدَّ ذلك قليلاً في مدة القيامة والخلود. قال قتادة: يستحقرون مدة الدنيا في جنب القيامة. قوله تعالى: { وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } ، قال الكلبي: كان المشركون يؤذون المسلمين فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: { وَقُل لِّعِبَادِى } المؤمنين { يَقُولُواْ } للكافرين { ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } ولا يكافؤوهم بسفههم. قال الحسن: يقول له: يهديك الله. وكان هذا قبل الإِذن في الجهاد والقتال. وقيل: نزلت في عمر بن الخطاب شتمه بعض الكفار فأمره الله بالعفو. وقيل: أمر الله المؤمنين بأن يقولوا ويفعلوا التي هي أحسن أي: الخلة التي هي أحسن. وقيل: " الأحسن ": كلمة الإِخلاص لا إله إلا الله. { إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } ، أي: يفسد ويُلْقِي العداوة بينهم، { إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلإِنسَـٰنِ عَدُوًّا مُّبِينًا } ، ظاهر العداوة. { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } ، يوفقكم فتؤمنوا، { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } ، يميتكم على الشرك فتعذبوا، قاله ابن جريج. وقال الكلبي: إن يشأ يرحمكم فينجيكم من أهل مكة، وإن يشأ يعذبكم فيسلطهم عليكم. { وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } حفيظاً وكفيلاً. قيل: نسختها آية القتال.