الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } * { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } * { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } ، بالإِتيان بما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه. وقيل: أراد بالعهد ما يلتزمه الإِنسان على نفسه. { إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } ، قال السدي: كان مطلوباً. وقيل: العهد يسأل عن صاحب العهد، فيقال: فِيْمَ نقضت، كالمؤودة تَسأل فيم قُتِلت. { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص { بالقسطاس } بكسر القاف والباقون بضمه، وهما لغتان وهو الميزان صَغُر أو كَبُرَ أي: بميزان العدل. وقال الحسن: هو القبان. قال مجاهد: هو رومي. وقال غيره: هو عربي مأخوذ من القسط وهو العدل، أي: زنوا بالعدل. { ٱلْمُسْتَقِيمِ ذََٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } ، أي: عاقبةً. { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } ، قال قتادة: لا تقل: رأيت، ولم تره، وسمعت، ولم تسمعه، وعلمت ولم تعلمه. وقال مجاهد: لا ترمِ أحداً بما ليس لك به علم. قال القتيبي: لا تتبعه بالحدس والظن. وهو في اللغة اتباع الأثر، يقال: قفوت فلاناً أقفوه وقفيته وأقفيته إذا اتبعت أثره، وبه سميت القافية لتتبعهم الآثار. قال القتيبي: هو مأخوذ من القفا كأنه يقفو الأمور، أي: يكون في إقفائها يتبعها ويتعرفها. وحقيقة المعنى: لا تتكلم [أيّها الإِنسان] بالحدس والظن. { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } ، قيل: معناه يسأل المرء عن سمعه وبصره وفؤاده. وقيل: يسأل السمع والبصر والفؤاد عمّا فعله المرء. وقوله: { كُلُّ أُولـٰئِكَ } أي كل هذه الجوارح والأعضاء، وعلى القول الأول يرجع " أولئك " إلى أربابها. أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين، أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرَّفاء، حدثنا أبو الحسن علي بن عبدالعزيز أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا سعد بن أوس العبسي، حدثني بلال بن يحيـى العبسي أن شتير بن شكل أخبره عن أبيه شكل بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله علِّمني تعويذاً أتعوَّذ به، قال: فأخذ بيدي ثم قال: " قلِ: اللهمَّ إني أعوذ بك من شرِّ سمعي، وشرِّ بصري، وشرِّ لساني، وشرِّ قلبي، وشرِّ مَنِيِّ " قال: فحفظتها، قال سعد: والمني ماؤه.