الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } * { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً }

قوله تعالى: { وَءَاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } ، يعني صلة الرحم، وأراد به: قرابة الإِنسان، وعليه الأكثرون. عن علي بن الحسين: أراد به قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم. { وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا } ، أي: لا تنفق مالك في المعصية. وقال مجاهد: لو أنفق الإِنسان ماله كله في الحق ما كان تبذيراً، ولو أنفق مُدّاً في باطل كان تبذيراً. وسئل ابن مسعود عن التبذير فقال: إنفاق المال في غير حقه. قال شعبة: كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة، فأتى على دارٍ بُني بجصّ وآجُرٍّ، فقال: هذا التبذير. وفي قول عبدالله: إنفاق المال من غير حقه. { إِنَّ ٱلْمُبَذِرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ } ، أي: أولياءهم، والعرب تقول لكل ملازم سنةِ قومٍ هو أخوهم. { وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } ، جحوداً لنعمه. { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } ، نزلت في مِهْجَع، وبلال، وصهيب، وسالم، وخبَّاب، كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في الأحايين ما يحتاجون إليه، ولا يجد، فيعرض عنهم حياءً منهم ويمسك عن القول، فنزل { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } ، وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم، { ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا } ، انتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك، { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا } ليِّناً، وهي العِدَة، أي: عِدْهم وَعْداً جميلاً. وقيل: القول الميسور أن تقول: يرزقنا الله وإيّاك.