الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }

{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } ، قرأ مجاهد: { أمَّرنا } بالتشديد أي: سلَّطنا شرارها فعصوا، وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب { آمرنا } بالمد، أي: أكثرنا. وقرأ الباقون مقصوراً مخففاً، أي: أمرناهم بالطاعة فعصوا، ويحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء، ويحتمل أن تكون بمعنى أكثرنا، يقال: أمرهم الله أي كثّرهم الله. وفي الحديث: " خير المال مهرة مأمورة " أي كثيرة النسل. ويقال: منه أمر القوم يأمرون أمراً إذا كثروا، وليس من الأمر بمعنى الفعل، فإن الله لا يأمر بالفحشاء. واختار أبو عبيدة قراءة العامة وقال: لأن المعاني الثلاثة تجتمع فيها يعني الأمر والإِمارة والكثرة. { مُتْرَفِيهَا } منعميها وأغنياءها { فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ } ،، وجب عليها العذاب، { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } ، أي: خربناها وأهلكنا من فيها. أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيــى بن بكر، حدثنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، " عن زينب بنت جحش أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فَزَعاً وهو يقول: «لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شّرٍ قد اقترب، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلَّق بأصبعه الإِبهام والتي تليها» قالت زينب فقلت: يا رسول الله أنهلَكُ وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» ".