الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } * { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } * { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }

{ قُلْ ءَامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ } ، هذا على طريق الوعيد والتهديد، { إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ } ، قيل: هم مؤمنو أهل الكتاب، وهم الذين كانوا يطلبون الدِّين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلموا بعد مبعثه، مثل: زيد بن عمرو بن نفيل، وسلمان الفارسي، وأبي ذر وغيرهم. { إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } ، يعني: القرآن { يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } أي: يسقطون على الأذقان، قال ابن عباس: أراد بها الوجوه، { سُجَّدًا }. { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } ، أي: كائناً واقعاً. { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ } ، أي: يقعون على الوجوه يبكون، البكاء مستحب عند قراءة القرآن، { وَيَزِيدُهُمْ } ، نزول القرآن، { خُشُوعًا } ، خضوعاً لربهم، نظيره قوله تعالى:إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } [مريم: 58]. أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو عمرو بن بكر بن محمد المزني، حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الجنيد، حدثنا الحسن بن الفضل البجلي، أخبرنا عاصم، بن علي بن عاصم، حدثنا المسعوديُّ، هو عبدالرحمن بن عبدالله، عن محمد بن عبدالرحمن مولى أبي طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يَلِجُ النارَ مَنْ بكٰى من خشيةِ الله حتى يعودَ اللبَنُ في الضَّرْعِ، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخان جهنَّمَ في مَنْخِرَي مسلم أبداً " أخبرنا أبو القاسم بن عبدالكريم بن هوازن القشيري، أخبرنا أبو القاسم عبدالخالق بن علي بن عبدالخالق المؤذن، أخبرنا أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس الكُدَيْمِيّ، أنبأنا عبدالله ابن محمد الباهلي، حدثنا أبو حبيب الغَنَوِي، حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله يقول: " حُرِّمتِ النارُ على ثلاثِ أعينٍ: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين غضَّت ْعن محارم الله "