{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّى } أي: نعمة ربي. وقيل: رزق ربي، { إِذًا لأَمْسَكْتُمْ } ، لبخلتم وحبستم، { خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ } ، أي: خشية الفاقة، قاله قتادة. وقيل: خشية النفاد، يقال: أنفق الرجل أي أملق وذهب ماله ونفق الشيء، إذا: ذهب. وقيل: لأمسكتم عن الإِنفاق خشية الفقر. { وَكَانَ ٱلإنسَـٰنُ قَتُورًا } ، بخيلاً: ممسكاً عن الإِنفاق. قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ ءَايَـٰتٍ بَيِّنَاتٍ } ، أي: دلالات واضحات، فهي الآيات التسع. قال ابن عباس والضحاك: هي العصا، واليد البيضاء، والعقدة التي كانت بلسانه فحلَّها، وفلق البحر، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم. وقال عكرمة وقتادة ومجاهد وعطاء: هي الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنون، ونقص الثمرات. وذكر محمد بن كعب القرظي: الطمس، والبحر بدل السنين، ونقص من الثمرات، قال: فكان الرجل منهم مع أهله في فراشه وقد صَارَا حجرين، والمرأة منهم قائمة تخبز وقد صارت حجراً. وقال بعضهم: هنّ آيات الكتاب. أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرني الحسن بن محمد الثقفي، أخبرنا هارون بن محمد بن هارون العطار، أنبأنا يوسف بن عبدالله ابن ماهان، حدثنا الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبدالله ابن مسلمة، عن صفوان بن عسال المرادي، " أن يهودياً قال لصاحبه تعال حتى نسأل هذا النبي، فقال الآخر: لا تقل نبيّ، فإنه لو سمع صارت له أربعة أعين، فأتياه فسألاه عن هذه الآية: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ ءَايَـٰتٍ بَيِّنَاتٍ } فقال: لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق، ولا تزنوا، ولا تأكلوا الربا، ولا تسحروا، ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله، ولا تسرفوا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفروا من الزحف، وعليكم خاصَّة اليهود أن لا تعدوا في السبت " ، فقبَّلا يده، وقالا: نشهد أنك نبي، قال: فما يمنعكم أن تتبعوني؟ قالا: إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن تبعناك أن يقتلنا اليهود. { فَاسْأَلْ } ، يا محمد، { بَنِى إِسْرَٰءِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ } ، موسى، يجوز أن يكون الخطاب معه والمراد غيره، ويجوز أن يكون خاطبه عليه السلام وأمره بالسؤال ليتبين كذبهم مع قومهم. { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّى لأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسْحُورًا } ، أي: مطبوباً سحروك، قاله الكلبي. وقال ابن عباس: مخدوعاً. وقيل: مصروفاً عن الحق. وقال الفرَّاء، وأبو عبيدة: ساحراً، فوضع المفعول موضع الفاعل. وقال محمد بن جرير: معطى علم السحر، فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك.