الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً } ، على ملة واحدة، وهي الإِسلام، { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } ، بخذلانه إيَّاهم، عدلاً منه، { وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ } ، بتوفيقه إيَّاهم، فضلاً منه، { ولَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، يوم القيامة. { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَـٰنَكُمْ دَخَلاً } ، خديعة وفساداً، { بَيْنَكُمْ } ، فتغرون بها الناس، فيسكنون إلى أيمانكم، ويأمنون، ثم تنقضونها، { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } ، فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين، والعرب تقول لكل مبتلى بعد عافية، أو ساقط في ورطة بعد سلامة: زلَّت قدمه، { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، قيل: معناه سهَّلتم طريق نقض العهد على الناس بنقضكم العهد، { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.