الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } * { وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } * { وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ }

{ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ } ، كقوله:وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [الأنعام: 18 و61]. { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أنبأنا محمد بن سمعان، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشعراني، حدثنا محمد بن يحيـى الذهلي، حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أرى ما لا ترونَ، وأسمعُ مالا تسمعونَ، أطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، والذي نفسي بيده ما فيها موضعُ، أربعِ أصابعَ إلا وفيه مَلَك يُمجِّد الله، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبَكَيْتُم كثيراً وما تلذَّذْتُم بالنساءِ على الفُرُشَات، ولَصَعَدْتُمْ إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ " ، قال أبو ذر " يا ليتني كنتُ شجرةً تُعْضَدُ ". رواه أبو عيسى عن أحمد بن منيع، عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل وقال: " إلاّ وَمَلكٌ واضعٌ جبهَته ساجداً لله ". قوله تعالى: { وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّـٰيَ فَٱرْهَبُونِ }. { وَلَهُ مَا فِى ٱلْسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ } ، الطاعة والإِخلاص { وَاصِبًا } ، دائماً ثابتاً. معناه: ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلاك، غير الله عزّ وجلّ، فإن الطاعة تدوم له ولا تنقطع. { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } ، أي: تخافون، استفهام على طريق الإِنكار.