قوله عزّ وجلّ: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلـٰئِكَةُ } ، لقبض أرواحهم، { أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبِّكَ } ، يعني: يوم القيامة، وقيل: العذاب. { كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، أي: كفروا، { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } بتعذيبه إيّاهم، { وَلـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }. { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } ، عقوبات كفرهم وأعمالهم الخبيثة، { وَحَاقَ بِهِم } ، نزل بهم، { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ }. { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَىْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ ءَابَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَىْءٍ } ، يعني: البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، فلولا أن الله رضيها لغيَّر ذلك وهدانا إلى غيرها، { كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ } ، أي: ليس إليهم الهداية إنما إليهم التبليغ. { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً } أي: كما بعثنا فيكم، { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ } ، وهو كلُّ معبود من دون الله، { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ } ، أي: هداه الله إلى دينه، { وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلَـٰلَةُ } أي: وجبت بالقضاء السابق حتى مات على كفره، { فَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } ، أي: مآل أمرهم، وهو خراب منازلهم بالعذاب والهلاك.