الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }

{ وَأَلْقَىٰ فِى ٱلأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي: لئلا تميد بكم أي: تتحرك وتميل. والمَيْد: هو الاضطراب والتكفؤ، ومنه قيل للدوار الذي يعتري راكب البحر: مَيَدٌ. قال وهب: لما خلق الله الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة: أن هذه غير مقرّة أحداً على ظهرها فأصبحت وقد أُرسيت بالجبال فلم تَدْرِ الملائكة ممَّ خلقت الجبال. { وَأَنْهَـٰراً وَسُبُلاً } أي: وجعل فيها أنهاراً وطرقاً مختلفة، { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ، إلى ما تريدون فلا تضلون. { وَعَلاَمَـٰتٍ } ، يعني: معالم الطرق. قال بعضهم: هاهنا تم الكلام ثم ابتدأ، { وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }. قال محمد بن كعب والكلبي: أراد بالعلامات الجبال، فالجبال علامات النهار، والنجوم علامات الليل. وقال مجاهد: أراد بالكلِّ النجومَ، منها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به. قال السدي: أراد بالنجم، الثريا، وبنات نعش، والفرقدين، والجَدْي، يهتدى بها إلى الطرق والقبلة. وقال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: لتكون زينة للسماء، ومعالم للطرق، ورجوماً للشياطين، فمن قال غير هذا فقد تكلَّف ما لا علم له به.