الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ } ، يعني: الذي هم فيه متاع قليل، أو لهم متاع قليلٌ في الدنيا. { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، في الآخرة. { وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } ، يعني في سورة الأنعام، وهو قوله تعالى:وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ } [الأنعام: 146] الآية. { وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ } بتحريم ذلك عليهم، { وَلـَٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } فحرمنا عليهم ببغيهم. { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ } معنى الإِصلاح: الاستقامة على التوبة، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، أي: من بعد الجهالة، { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }. قوله تعالى: { إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً } قال ابن مسعود: الأمة، معلّم الخير، أي: كان معلماً للخير، يأثمُّ به أهل الدنيا، وقد اجتمع فيه من الخصال الحميدة ما يجتمع في أمة. قال مجاهد: كان مؤمناً وحده والناس كلهم كفار. قال قتادة: ليس من أهل دين إلا يتولونه ويرضونه. { قَـٰنِتًا لِّلَّهِ } ، مطيعاً له، وقيل: قائماً بأوامر الله تعالى، { حَنِيفًا } مسلماً مستقيماً على دين الإِسلام. وقيل: مخلصاً. { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.