الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ يُنبِتُ لَكُم بِهِ } أي: يُنْبِتُ الله لكم به، يعني بالماء الذي أنزل، وقرأ أبو بكر عن عاصم { نُنبت } بالنون. { ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَـٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }. { وَسَخَّرَ لَكُمُ } ذلّل لكم، { ٱلَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ } ، مذللات، { بِأَمْرِهِ } أي: بإذنه، وقرأ حفص عن عاصم { وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ } بالرفع على الابتداء. { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }. { وَمَا ذَرَأَ } خلق، { لَكُمْ } ، لأجلكم، أي: وسخر ما خلق لأجلكم، { فِى ٱلأَرْضِ } ، من الدواب والأشجار والثمار وغيرها، { مُخْتَلِفًا } ، نصب على الحال، { أَلْوَٰنُهُ }. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَة لِّقَومٍ يذَّكَّرُونَ } ، يعتبرون. { وَهُوَ ٱلَّذِى سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا } يعني: السمك، { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } يعني: اللؤلؤ والمرجان، { وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ } ، جواري. قال قتادة: مقبلة ومدبرة وهو أنك ترى سفينتين إحداهما تقبل والأخرى تدبر، تجريان بريح واحدة. وقال الحسن: " مواخر " أي: مملوءة. وقال الفراء والأخفش: شواقّ تشق الماء بجناحيها. قال مجاهد: تمخر السفن الرياح. وأصل المخر: الرفع والشق. وفي الحديث: " إذا أراد أحدكم البول فليستمخر الريح " أي: لينظر من أين مجراها وهبوبها، فليستدبرها حتى لا يردّ عليه البول. وقال أبو عبيدة: صوائخ، والمَخْر: صوتُ هبوب الريح عند شدتها. { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } يعني: التجارة، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ، إذا رأيتم صنع الله فيما سخر لكم.