الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } * { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } ، حجة وولاية، { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ، قال سفيان: ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا يُغفر. { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } ، يطيعونه ويدخلون في ولايته، { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } ، أي: بالله مشركون. وقيل: الكناية راجعة إلى الشيطان، ومجازه الذين هم من أجله مشركون بالله. { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍ } ، يعني وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكماً آخر، { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } ، أعلم بما هو أصلح لخلقه فيما يغير ويبدل من أحكامه، { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ } ، يا محمد، { مُفْتَرٍ } ، مُخْتَلِق، وذلك أن المشركين قالوا: إن محمداً يسخر بأصحابه، يأمرهم اليوم بأمر، وينهاهم عنه غداً، ما هو إلاَّ مفترٍ، يتقوّله من تلقاء نفسه. قال الله تعالى: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، حقيقة القرآن، وبيان الناسخ من المنسوخ.