الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ }

قوله تعالى: { وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } يعني: بيان طريق الهدى من الضلالة. وقيل: بيان الحق بالآيات والبراهين والقصد: الصراط المستقيم. { وَمِنْهَا جَآئِرٌ } يعني: ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوجٌّ، فالقصد من السبيل: دين الإِسلام، والجائر منها: اليهودية، والنصرانية، وسائر مِلَلِ الكفر. قال جابر بن عبدالله: " قصد السبيل ": بيان الشرائع والفرائض. وقال عبدالله بن المبارك، وسهل بن عبدالله: " قصد السبيل " السنة، " ومنها جائر " الأهواء والبدع، دليله قوله تعالى:وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } [الأنعام: 153]. { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } ، نظيره قوله تعالى:وَلَوْ شِئْنَا لأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [السجدة: 13]. قوله عزّ وجلّ: { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ } ، تشربونه، { وَمِنْهُ شَجَرٌ } ، أي: من ذلك الماء شراب أشجاركم، وحياة نباتكم، { فِيهِ } يعني: في الشجر، { تُسِيمُونَ } ، ترعون مواشيكم.