{ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ }. { قَالَ يَٰإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ }. { قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } ، أراد إني أفضل منه لأنه طينيّ وأنا ناريّ، والنار تأكل الطين. { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا } أي: من الجنة { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } ، طريد. { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } ، قيل: إن أهل السموات يلعنون إبليس كما يلعنه أهل الأرض، فهو ملعون في السماء والأرض. { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ، أراد الخبيث أن لا يموت. { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } ، أي: الوقت الذي يموت فيه الخلائق، وهو النفخة الأولى. ويقال: إن مدة موت إبليس أربعون سنة وهي ما بين النفختين. ويقال: لم تكن إجابة الله تعالى إياه في الإِمهال إكراماً له، بل كانت زيادة في بلائه وشقائه. { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى } ، أضللتني. وقيل: خيَّبْتَنِي من رحمتك، { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى ٱلأَرْضِ } ، حُبَّ الدنيا ومعاصيك، { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ } ، أي: لأضلنّهم، { أَجْمَعِينَ }. { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } ، المؤمنين الذين أخلصوا لك الطاعة والتوحيد، ومن فتح اللام، أي مَنْ أخلصته بتوحيدك واصطفيته.