الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } * { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ }

قوله تعالى: { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَـٰهَا } ، بسطناها على وجه الماء، يقال: إنها مسيرة خمسمائة سنة في مثلها دحيت من تحت الكعبة. { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ } ، جبالاً ثوابت، وقد كانت الأرض تميد إلى أن أرساها الله بالجبال، { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا } ، أي: الأرض، { مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْزُونٍ } ، مقدَّر معلوم. وقيل: يعني في الجبال، وهي جواهر من الذهب والفضة والحديد والنحاس وغيرها، حتى الزرنيخ والكحل كل ذلك يوزن وزناً. وقال ابن زيد: هي الأشياء التي توزن وزناً. { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَـٰيِشَ } ، جمع معيشة، قيل: أراد بها المطاعم والمشارب والملابس وهي ما يعيش به الآدمي في الدنيا، { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَٰزِقِينَ } ، أي: جعلنا فيها من لستم له برازقين من الدوابِّ والأنعام، أي: جعلناها لكم وكفيناكم رزقها و " من " في الآية بمعنى " ما " ، كقوله تعالى:فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ } [النور: 45]. وقيل: " من " في موضعها لأنه أراد المماليك مع الدواب. وقيل: " من " في محل الخفض عطفاً على الكاف والميم في " لكم ".