الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } * { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }

{ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ } ، سُدَّت، { أَبْصَـٰرُنَا } ، قاله ابن عباس. وقال الحسن: سحرت. وقال قتادة: أخذت. وقال الكلبي: عميت. وقرأ ابن كثير { سُكِرَتْ } بالتخفيف، أي: حُبست ومُنعت النظر كما يسكر النهر لحبس الماء. { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } ، أي: عمل فينا السحر فسحرنا محمد - صلى الله عليه وسلم -. قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً } ، والبروج: هي النجوم الكبار، مأخوذة من الظهور، يقال: تبرجت المرأة أي: ظهرت. وأراد بها: المنازل التي تنزلها الشمس، والقمر والكواكب السيارة، وهي اثنا عشر برجاً: الحَمَل، والثَّور، والجَوْزاء، والسَّرَطان، والأسد، والسُّنْبُلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجَدْي، والدلو، والحوت. وقال عطية: هي قصور في السماء عليها الحرس. { وَزَيَّنَّـٰهَا } ، أي: السماء بالشمس والقمر والنجوم { لِلنَّـٰظِرِينَ }.