الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } * { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ } ، مشدودين بعضهم ببعض، { فِى ٱلأَصْفَادِ } ، في القيود والأغلال، واحدها صَفَد، وكل من شددته شداً وثيقاً فقد صفدته. قال أبو عبيدة: صَفَدْتُ الرجل فهو مصفود، وصفَّدته بالتشديد فهو مصفَّد. وقيل: يقرن كل كافر مع شيطانه في سلسلة، بيانه قوله تعالى:ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَٰجَهُمْ } [الصافات: 22]، يعني: قرناءهم من الشياطين. وقيل: معناه مقرنة أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأصفاد والقيود، ومنه قيل للحبْل: قَرَن. { سَرَابِيلُهُم } ، أي: قُمُصُهم، واحدها سربال. { مِّن قَطِرَانٍ } هو ما تهنأ به الإِبل. وقرأ عكرمة ويعقوب { من قطرِآنٍ } على كلمتين منونتين والقطر: النحاس، والصفر المذاب، والآن: الذي انتهى حرُّه، قال الله تعالى:يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ } [الرحمن: 44]. { وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } ، أي: تعلو. { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } ، من خير وشر، { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }. { هَـٰذَا } ، أي: هذا القرآن، { بَلَـٰغٌ } ، أي: تبليغ وعظة، { لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ } ، وليخوفوا، { بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ، أي: ليستدلوا بهذه الآيات على وحدانية الله، { وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } ، أي: ليتعظ أولوا العقول.