الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }

{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } ، بالنصر لأوليائه وهلاك أعدائه، وفيه تقديم وتأخير، تقديره: ولا تحسبن الله مخلف رسله وعده، { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ }. قوله عزّ وجلّ: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ }. أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر، أخبرنا عبدالغافر بن محمد، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني أبو حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: " يُحشر الناسُ يوم القيامة على أرض بيضاء عفراءَ كقٌرْصة النَّقِيِّ ليس فيها عَلَمٌ لأحد " أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن بُكير، حدثنا الليث، عن خالدٍ - هو ابن يزيد - عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:: " تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدة يتكفؤها الجبَّار بيده كما يتكفؤ أحدكم خبزته في السفر نُزُلاً لأهل الجنة " وعن ابن مسعود رضي الله عنه في هذه الآية قال: تبدل الأرض بأرض كفضة بيضاء نقية لم يسفك فيها دم ولم تعمل عليها خطيئة. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تبدل الأرض من فضة والسماء من ذهب. وقال محمد بن كعب وسعيد بن جبير: تبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه. وقيل: معنى التبديل جعل السموات جناناً وجعل الأرض نيراناً. وقيل: تبديل الأرض تغييرها من هيئة إلى هيئة، وهي تسيير جبالها، وطمّ أنهارها، وتسوية أوديتها وقطع أشجارها، وجعلها قاعاً صفصفاً، وتبديل السموات: تغييرها عن حالها بتكوير شمسها، وخسوف قمرها وانتثار نجومها، وكونها مرة كالدهان، ومرة كالمهل. أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر، أخبرنا عبدالغافر بن محمد، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن داود - وهو ابن أبي هند - عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عزّ وجلّ: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } فأين يكون الناس يومئذٍ يا رسول الله؟ فقال: " على الصراط ". وروى ثوبان " أن حبراً من اليهود سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض قال: " هم في الظلمة دون الجسر ". قوله تعالى: { وَبَرَزُواْ } ، خرجوا من قبورهم، { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ، الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.