الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } * { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } * { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ }

{ رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلوٰةِ } ، يعني: ممن يقيم الصلاة بأركانها ويحافظ عليها، { وَمِن ذُرِّيَتِى } ، يعني: اجعل من ذريتي من يقيمون الصلاة. { رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } ، أي: عملي وعبادتي، سمّى العبادة دعاءً، وجاء في الحديث: " الدعاء مخ العبادة " وقيل: معناه: استجبْ دعائي. { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ } ، فإن قيل: كيف استغفر لوالديه وهما غيرُ مؤمنين؟ قيل قد قيل إن أمه أسلمت. وقيل: أراد: إن أسلما وتابا. وقيل: قال ذلك قبل أن يتبين له أمر أبيه، وقد بيّن الله عذر خليله صلى الله عليه وسلم في استغفاره لأبيه في سورة التوبة. { وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، أي: اغفر للمؤمنين كلهم، { يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } ، أي: يبدو ويظهر. وقيل: أراد يوم يقوم الناس للحساب، فاكتفى بذكر الحساب لكونه مفهوماً. قوله عزّ وجلّ: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } ، الغفلة معنى يمنع الإِنسان من الوقوف على حقيقة الأمور، والآية لتسلية المظلوم وتهديد للظالم. { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَـٰرُ } ، أي لا تغمض من هول ما ترى في ذلك اليوم، وقيل: ترتفع وتزول عن أماكنها.