الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } ، يعني: السَّواري، واحدها عمود، مثل أديم وأَدَم، وعُمُد أيضاً جمعه، مثل: رسول ورُسل. ومعناه نفي العمد أصلاً، وهو الأصح، يعني: ليس من دونها دعامة تدعمها ولا فوقها علاقة تمسكها. قال إياس بن معاوية: السماء مقبَّبة على الأرض مثل القبة. وقيل: " ترونها " راجعة إلى العمد، معناه: لها عمد ولكن لا ترونها. وزعم: أن عمدها جبل قاف، وهو محيط بالدنيا، والسماء عليه مثل القبة. { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ، علاَ عليه، { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } ، ذلّلهما لمنافع خلقه فهما مقهوران، { كُلٌّ يَجْرِى } ، أي: يجريان على ما يريد الله عزَّ وجلَّ، { لأَجَلٍ مُّسَمّىً } ، أي: إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا. وقال ابن عباس: أراد بالأجل المسمى درجاتهما ومنازلهما ينتهيان إليها لا يجاوزانها، { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } ، يقضيه وحده، { يُفَصِّلُ ٱلأَيَـٰتِ } ، يبين الدلالات، { لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } ، لكي توقنوا بوعده وتصدقوه.