الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

قوله تعالى: { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ } ، أجابوا، لربِّهم، فأطاعوه، { ٱلْحُسْنَىٰ } الجنة، { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } ، أي: لبذلوا ذلك يوم القيامة افتداءً من النار، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ }. قال إبراهيم النخعيّ: سُوءُ الحساب: أن يحاسبَ الرجلُ بذنبه كلّه لا يغفر له من شيء { وَمَأْوَاهُمْ } في الآخرة { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } ، الفِراش، أي: بئس ما مُهِد لهم. قوله تعالى: { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ } ، فيؤمن به ويعمَلُ بما فيه، { كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ } ، عنه لا يعلمُه ولا يعملُ به. قيل: نزلت في حمزة وأبي جهل. وقيل: في عمَّار وأبي جهل. فالأول حمزة أو عمّارٌ والثاني أبو جهل، وهو الأعمى. أي: لا يستوي من يُبصر الحق ويتبعُه ومن لا يُبصُره ولا يتبعُهُ. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } يتعظ، { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ }. ذوو العقول.