الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }

قوله عزّ وجلّ: { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً } ، يعني: الملائكة والمؤمنين، { وَكَرْهاً } ، يعني: المنافقين والكافرين الذين أكرهوا على السجود بالسيف. { وَظِلَـٰلُهُم } ، يعني: ظلال الساجدين طوعاً وكرهاً تسجد لله عزّ وجلّ طوعاً. قال مجاهد: ظل المؤمن يسجد طوعاً وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعاً وهو كاره. { بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } ، يعني إذا سجد بالغدو والعشي يسجد معه ظله. و " الآصال ": جمع " الأُصُل " ، و " الأُصُل " جمع " الأَصيل " ، وهو ما بين العصر إلى غروب الشمس. وقيل: ظلالهم أي: أشخاصُهم، بالغدو والآصال: بالبُكَرِ والعَشَايا. وقيل: سجود الظل تذليله لما أُريدَ له.