الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يٰأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ }

{ ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ } ، يقول الأخ المحتبس بمصر لإِخوته ارجعوا إلى أبيكم، { فَقُولُواْ يَٰأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ } ، بنيامين، { سَرَقَ }. قرأ ابن عباس والضحاك سُرِّق بضم السين وكسر الراء وتشديدها، يعني: نُسب إلى السرقة، كما يقال خوّنته أي نسبته إلى الخيانة. { وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } يعني: ما قلنا هذا إلاّ بما علمنا فإنّا رأينا إخراج الصواع من متاعه. وقيل: معناه: وما شهدنا، أي: ما كانت منا شهادة في عمرنا على شيء إلا بما علمنا، وليست هذه شهادة منا إنما هو خبر عن صنيع ابنك بزعمهم. وقيل: قال لهم يعقوب عليهم السلام: ما يدري هذا الرجل أن السارق يُؤخذ بسرقته إلاّ بقولكم، فقالوا: ما شهدنا عند يوسف بأن السارق يسترقُّ إلاّ بما علمنا، وكان الحكم ذلك عند الأنبياء يعقوب وبنيه. { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ } ، قال مجاهد وقتادة: ما كنا نعلم أن ابنك سيسرق ويصير أمرنا إلى هذا وإنما قلنا ما ذهبنا إليه، وإنما قلنا ونحفظ اخانا مما لنا إلى حفظه منه سبيل. وعن ابن عباس: ما كنا لليله ونهاره ومجيئه وذهابه حافظين. وقال عكرمة: وما كنا للغيب حافظين فلعلها دُسَّتْ بالليل في رحله.