الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ فَلَمَّا رَجِعُواْ إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يَٰأَبَانَا } ، إنا قدمنا على خير رجلٍ، أنزلنا وأكرمنا كرامة لو كان رجلاً من أولاد يعقوب ما أكرمنا كرامته، فقال لهم يعقوب: إذا أتيتم ملك مصر فأقرؤوه مني السلام، وقولوا له: إنّ أبانا يصلي عليك ويدعو لك بما أوليتنا، ثم قال: أين شمعون؟ قالوا: ارتهنه ملك مصر، وأخبروه بالقصة، فقال لهم: ولِمَ أخبرتموه؟ قالوا: إنه أخذنا وقال أنتم جواسيس ـ حيث كلمناه بلسان العبرانية ـ وقصُّوا عليه القصة، وقالوا يا أبانا: { مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } ، قال الحسن: معناه يمنع منا الكيل إن لم تحمل أخانا معنا. وقيل: معناه أعطى باسم كل واحد منا حملاً ويمنع منا الكيل لبنيامين، والمراد بالكيل: الطعام، لأنه يكال. { فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا } ، بنيامين، { نَكْتَلْ } قرأ حمزة والكسائي: يكتل بالياء، يعني: يكْتَلْ لنفسه كما نحن نكتال، وقرأ الآخرون: نكتل بالنون، يعني: نكتل نحن وهو الطعام. وقيل: نكتل له، { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ }. { قَالَ هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ } ، يوسف { مِن قَبْلُ } ، أي: كيف آمنكم عليه وقد فعلتم بيوسف ما فعلتم؟ { فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظاً } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص: { حَـٰفِظاً } بالألف على التفسير، كما يقال هو خير رجلاً، وقرأ الآخرون: حفظاً بغير ألف على المصدر، يعني: خيركم حفظاً، يقول: حفظه خير من حفظكم، { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَٰحِمِينَ }.