الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ } * { فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } * { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ }

{ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ } { فَلَمَّا رَّأَى } ، قطفير، { قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ } عرف خيانة امرأته وبراءة يوسف عليه السلام، { قَالَ } لها { إِنَّهُ } ، أي: هذا الصنيع، { مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } ، وقيل: إن هذا من قول الشاهد ثم أقبل قطفيرعلى يوسف فقال: { يُوسُفُ } ، أي: يايوسفُ، { أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } أي: عن هذا الحديث، فلا تذكره لأحدٍ حتى لا يشيع. وقيل: معناه لا تكترث له، فقد بان عذرُك وبراءَتُك. ثم قال لامرأته: { وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ } ، أي: توبي إلى الله، { إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَـٰطِئِينَ }. وقيل: إن هذا من قول الشاهد ليوسف ولراعيل. أراد بقوله: واستغفري لذنبك، أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك، { إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَـٰطِئِينَ } من المذنبين، حتى راودتِ شابّاً عن نفسه وخُنْتِ زوجك، فلما استعصم كذبتِ عليه، وإنما قال: " من الخاطئين " ولم يقل: من الخاطئات، لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك، تقديره: من القوم الخاطئين، كقوله تعالى:وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَٰنِتِينَ } [التحريم:12] بيانه قوله تعالى:إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَٰفِرِينَ } [النمل:43].