الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ } ، يعني: امرأة العزيز. والمراودةُ: طلب الفعل، والمراد هاهنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها، { وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ } ، أي: أطبقتها، وكانت سبعة، { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } ، أي: هلمَّ وأَقْبِلْ. قرأه أهل الكوفة والبصرة: هَيْتَ لك بفتح الهاء والتاء. وقرأ أهل المدينة والشام: هِيْتَ بكسر الهاء وفتح التاء. وقرأ ابن كثير: هَيْتُ بفتح الهاء وضم التاء. وقرأ السلمي وقتادة: هِئْتُ لك بكسر الهاء وضم التاء مهموزاً، يعني: تهيأتُ لك، وأنكره أبو عمرو والكسائي، وقالا: لم يُحْكَ هذا عن العرب. والأول هو المعروف عند العرب. قال ابن مسعود رضي الله عنه: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم: { هيت لك }. قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول: هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها إليَّ تعالَ. وقال عكرمة: هي أيضاً بالحورانية هلم. وقال مجاهد وغيره: هي لغة عربية وهي كلمة حثّ وإقبال على الشيء. قال أبو عبيد: إن العرب لا تثني { هيت } ولا تجمع ولا تؤنث، وإنها بصورة واحدة في كل حال. { قَالَ } يوسف لها عند ذلك: { مَعَاذَ ٱللَّهِ } ، أي: أعوذ بالله وأعتصم بالله مما دعوتِني إليه، { إِنَّهُ رَبِّىۤ } يريد أن زوجك قطفير سيدي { أَحْسَنَ مَثْوَاىَ } ، أي: أكرم منزلي. هذا قول أكثر المفسرين. وقيل: الهاء راجعة إلى الله تعالى يريد: أن الله تعالى ربّي أحسن مثوايَ، أي: آواني، ومن بلاء الجبِّ عافاني. { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } ، يعني: إن فعلت هذا فخنته في أهله بعد ما أكرم مثواي فأنا ظالم، ولا يفلح الظالمون. وقيل: لا يفلح الظالمون أي لا يسعد الزناة.