الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }

{ قَالُواْ } ، ليعقوب، { يَـٰأَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ عَلَى يُوسُفَ } ، قرأ أبو جعفر: { تَأْمَنَّا } بلا إشمام، وهو رواية عن نافع، وقرأ الباقون: { تأمنّا } بإشمام الضمة في النون الأولى المدغمة، وهو إشارة إلى الضمة، من غير إمحاض، ليعلم أن أصله: لا تأمنُنا بنونين على تفعلنا، فأدغمتِ النون الأولى في الثانية، بدؤوا بالإِنكار عليه في ترك إرساله معهم كأنهم قالوا: إنك لا ترسله معنا أتخافنا عليه؟. { وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ } ، قال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير، وذلك أنهم قالوا لأبيهم: «أرسله معنا» فقال أبوهم: «إني ليحزنني أن تذهبوا به» فحينئذ قالوا: { يَـٰأَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ } ، النصح هاهنا هو: القيام بالمصلحة، وقيل: البر والعطف، معناه: إنا عاطفون عليه، قائمون بمصلحته، نحفظه حتى نردّه إليك.