الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } ، يامحمد، { إِلاَّ رِجَالاً } لا ملائكة، { نُّوحِىۤ إِلَيْهِم } ، قرأ حفص: { نُوحي } بالنون وكسر الحاء وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء. { مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } ، يعني: من أهل الأمصار دون أهل البوادي، لأن أهل الأمصار أعقل وأفضل وأعلم وأحلم. وقال الحسن: لم يبعث الله نبياً من بدوٍ، ولا من الجن، ولا من النساء. وقيل: علم إنما لم يبعث من أهل البادية لغلظهم وجفائهم. { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ } ، يعني: هؤلاء المشركين المكذبين، { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ } ، آخر أمر، { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، يعني: الأمم المكذبة فيعتبروا. { وَلَدَارُ ٱلأَخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } ، يقول جلّ ذكرُه: هذا فعلنا بأهل ولايتنا وطاعتنا أن ننجيهم عند نزول العذاب، وما في الدار الآخرة خيرٌ لهم، فترك ما ذكرنا اكتفاءٌ، لدلالة الكلام عليه. قوله تعالى: { وَلَدَارُ ٱلأَخِرَةِ } ، قيل: معناه ولدار الحال الآخرة. وقيل: هو إضافة الشيء إلى نفسه كقوله:إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } [الواقعة:95] وكقولهم: يوم الخميس، وربيع الآخر. { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ، فتؤمنُون.