الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } * { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } * { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ }

{ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } قال ابن مسعود: لمّا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرباءه إلى الله عزّ وجلّ قال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي نفسي بمالي وولدي، فأنزل الله تعالى: { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ }. أي ما يغني، وقيل: أي شيء يغني عنه ماله، أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال؟ وكان صاحب مواشٍ، { وَمَا كَسَبَ } قيل: يعني ولده لأن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث: " أطيبُ ما يأكل أحدُكم من كسبه، وإنّ ولده من كسبه ". ثم أوعده بالنار فقال: { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } ، أي ناراً تلتهب عليه. { وَٱمْرَأَتُهُ } ، أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } قال ابن زيد والضحاك: كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه لتعقرهم، وهي رواية عطية عن ابن عباس. وقال قتادة ومجاهد والسُّدّي: كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس، وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب، يقال: فلان يحطب على فلان إذا كان يُغْرِي به. وقال سعيد بن جبير: حمالة الخطايا، دليله: قوله:وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } [الأنعام: 31]. قرأ عاصم " حمَّالةَ " بالنصب على الذم، كقوله: { مَلعُونِين }. وقرأ الآخرون بالرفع وله وجهان: أحدهما سيصلى ناراً هو وامرأته حمالةُ الحطب والثاني: وامرأته حمالةُ الحطب في النار أيضاً.