الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ }

{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } ، إلى أجل محدود، وأصل الأُمة: الجماعة، فكأنه قال: إلى انقراض أمة ومجيء أمة أخرى، { لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ } ، أيُّ شيء يحبسه؟ يقولونه استعجالاً للعذاب واستهزاءً، يعنون: أنه ليس بشيء. قال الله تعالى: { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ } ، يعني: العذاب، { لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } ، لا يكون مصروفاً عنهم، { وَحَاقَ بِهِم } ، نزل بهم، { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } ، أي: وبال استهزائهم. قوله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِنَّا رَحْمَةً } ، نعمةً وسعة، { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ } ، أي: سلبناها منه، { إِنَّهُ لَيَئُوسٌ } ، قنوط في الشدة، { كَفُورٌ } في النعمة.