{ قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } ، بصيرة وبيان، { مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } ، حلالاً. وقيل: كثيراً. كان شعيب عليه السلام كثير المال. وقيل: الرزق الحسن: العلم والمعرفة. { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } ، أي: ما أريد أن أنهاكم عن شيء ثم أرتكبه. { إِنْ أُرِيدُ } ، ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه { إِلاَّ ٱلإِصْلَـٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِىۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ } ، والتوفيق: تسهيل سبيل الخير والطاعة، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، اعتمدتُ، { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } ، أرجع فيما ينزل بي من النوائب. وقيل: في المعاد. { وَيَٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ } ، لا يحملنّكم، { شِقَاقِىۤ } ، خلافي { أَن يُصِيبَكُم } ، أي: على فعل ما أنهاكم عنه، { مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } ، من الغرق، { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } ، من الريح، { أَوْ قَوْمَ صَـٰلِحٍ } ، من الصيحة، { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } ، وذلك أنهم كانوا حديثي عهد بهلاك قوم لوط. وقيل: معناه وما دار قوم لوط منكم ببعيد، وذلك أنهم كانوا جيران قوم لوط. { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } ، وللودود له معنيان، أحدهما: أنه محب للمؤمنين، وقيل: هو بمعنى المودود أي المحبوب للمؤمنين. وجاء في الخبر: إن شعيباً عليه السلام كان خطيب الأنبياء عليهم السلام.