الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }

{ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يَهْرَعُونَ إِلَيْهِ } ، قال ابن عباس وقتادة: يسرعون إليه. وقال مجاهد: يهرولون، وقال الحسن: مشي بين مشيتين. قال شمر بن عطية: بين الهرولة والجمز. { وَمِن قَبْلُ } ، أي: من قبل مجيئهم إلى لوط، { كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، كانوا يأتون الرجال في أدبارهم. { قَالَ } ، لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان، { يَٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } ، يعني: بالتزويج، وفي أضيافه ببناته، وكان في ذلك الوقت، تزويج المسلمة من الكافر جائزاً كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب، وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين. وقال الحسين بن الفضل: عرض بناته عليهم بشرط الإِسلام. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: قوله: { هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِى } ، أراد: نساءهم، وأضاف إلى نفسه لأنّ كلَّ نبي أبو أمته. وفي قراءة أبيّ بن كعب: «النبيُّ أوْلَى بالمؤمِنينَ مِنْ أنفسهم وأزواجهُ أَمهاتُهم»[الأحزاب: 6] وهو أب لهم. وقيل: ذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق، ولم يرضوا هذا. { فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي } ، أي: خافُوا اللّهَ ولا تخزونِ في ضيفي، أي: لا تَسُوؤُني ولا تفضحُوني في أضيافي. { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } ، صالح سديد. قال عكرمة: رجل يقول لا إله إلا الله. وقال ابن إسحاق: رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.