الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } * { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }

{ قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ } ، نداء ندبة وهي كلمة يقولها الإِنسان عند رؤية ما يتعجب منه، أي: يا عجباً. والأصل ياويلتاه. { ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } ، وكانت ابنة تسعين سنة في قول ابن إسحاق. وقال مجاهد: تسعاً وتسعين سنة. { وَهَـٰذَا بَعْلِى } ، زوجي، سمي بذلك لأنَّه قيّم أمرها، { شَيْخاً } نصب على الحال، وكان سنُّ إبراهيم مائة وعشرين سنة في قول ابن إسحاق. وقال مجاهد: مائة سنة، وكان بين البشارة والولادة سنة، { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ }. { قَالُواْ } ، يعني الملائكة، { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } ، معناه: لا تعجبي من أمر الله، فإنَّ اللّهَ عزّ وجلّ إذا أراد شيئاً كان. { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } ، أي: بيت إبراهيم عليه السلام. قيل: هذا على معنى الدعاء من الملائكة، وقيل: معنى الخير والرحمة والنعمة. والبركاتُ جمع البركة، وهي ثبوت الخير. وفيه دليل على أن الأزواج من أهل البيت. { إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } ، فالحميد: المحمود في أفعاله، والمجيد: الكريم، وأصل المجد الرفعة.