الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } * { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

قوله تعالى: { وَإِلَىٰ ثًمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحاً } ، أي: أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً في النسب لا في الدين، { قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحّدُوا الله عزّ وجلّ، { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْض } ، ابتدأ خلقَكُم، { مِّنَ ٱلأَرْضِ } ، وذلك أنهم من آدم عليه السلام وآدم خُلق من الأرض، { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } ، أي: جعلكم عُمّارَها وسُكّانَها، قال الضحاك: أطال عمركم فيها حتى كان الواحد منهم يعيش ثلثمائة سنة إلى ألف سنة، وكذلك قوم عاد. قال مجاهد: أعمَركم من العُمري، أي: جعلها لكم ما عشتم. وقال قتادة: أسكنكم فيها. { فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ } ، من المؤمنين، { مُّجِيبٌ } لدعائهم. { قَالُواْ } ، يعني ثمود: { يَٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا } ، القول، [أي: كنا نرجوا] أن تكون سيداً فينا. وقيل: كنا نرجوا أن تعود إلى ديننا، وذلك أنهم كانوا يرجون رجوعه إلى دين عشيرته، فلما أظهر دعاءهم إلى الله عزّ وجلّ وترك الأصنام زعموا أن رجاءهم انقطع عنه، فقالوا: { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا } من قَبْلُ، من الآلهة، { وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } ، موقع للريبة والتهمة، يقال: أربتُه إرابةً إذا فعلتُ به فعلاً يوجب له الريبة.