الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } * { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }

{ تِلْكَ مِنْ أَنبَآءِ ٱلْغَيْبِ } ، من أخبار الغيب، { نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا } ، من قبل نزول القرآن، { فَٱصْبِرْ } ، على القيام بأمر الله وتبليغ الرسالة وما تلقى من أذى الكفار كما صبر نوح، { إِنَّ ٱلْعَـٰقِبَةَ } آخر الأمر بالسعادة والنصرة { لِلْمُتَّقِينَ }. قوله تعالى: { وَإِلَىٰ عَادٍ } أي: وأرسلنا إلى عاد، { أَخَـٰهُمْ هُوداً } ، في النسب لا في الدين، { قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، وحّدُوا الله { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } ، ما أنتم [في إشراككم] إلاّ كاذبون. { يَٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } ، أي: على تبليغ الرسالة، { أَجْرًا } ، جَعْلاً، { إِنْ أَجْرِىَ } ، ما ثوابي، { إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِى فَطَرَنِىۤ } ، خلقني، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. { وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } ، أي: آمنوا به، والإِستغفار هاهنا بمعنى الإِيمان، { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } ، من عبادة غيره ومن سالف ذنوبكم، { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } ، أي: يرسل المطر متتابعاً، مرة بعد أخرى في أوقات الحاجة، { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } ، أي: شدة مع شدتكم. وذلك أن الله عزّ وجلّ حبس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم فلم يلدن، فقال لهم هود عليه السلام: إن آمنتم أرسل الله عليكم المطر، فتزدادون مالاً، ويعيد أرحام الأمهات إلى ما كانت، فيلدن فتزدادون قوة بالأموال والأولاد. وقيل: تزدادون قوة في الدين إلى قوة في البدن. { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } ، أي: لا تدبروا مشركين.