الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ قالَ } نوح { رَبِّ إِنِّىۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِىۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ }. { قِيلَ يَٰنُوحُ ٱهْبِطْ } إنزل من السفينة، { بِسَلَـٰمٍ مِّنَّا } ، أي بأمن وسلامة منا، { وَبَركَـٰتٍ عَلَيْكَ } ، البركة هي: ثبوت الخير، ومنه: بروك البعير. وقيل: البركة هاهنا هي أن الله تعالى جعل ذريته هُمُ الباقين إلى يوم القيامة، { وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } ، أي: على ذرية أمم ممن كان معك في السفينة، يعني على قرون تجيء من بعدك، من ذرية من معك، من ولدك وهم المؤمنون، قال محمد ابن كعب القرظي: دخل فيه كل مؤمن إلى قيام الساعة { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ } ، هذا ابتداء، أي: أمم سنمتعهم في الدنيا، { ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، وهم الكافرون وأهل الشقاوة.