{ ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يمنعون عن دين الله، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِٱلأَخِرَةِ هُمْ كَـٰفِرُونَ }. { أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ } ، قال ابن عباس: سابقين. وقال قتادة: هاربين. وقال مقاتل: فائتين. { فِى ٱلأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ } ، يعني أنصاراً وأعواناً يحفظونهم من عذابنا، { يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ } ، أي: يزاد لهم في عذابهم. قيل: يضاعف العذاب عليهم لإِضلالهم الغير واقتداء الاتباع بهم. { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } ، قال قتادة: صُمٌّ عن سماع الحق فلا يسمعونه، وما كانوا يبصرون الهُدَى. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أخبر الله عزّ وجلّ أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا قال: " ما كانوا يستطيعون السمعَ " وهو طاعتُه، وفي الآخرة قال: " فلا يستطيعون " ، خاشعة أبصارهم. { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } ، غَبَنُوا أنفسهم، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، يزعمون من شفاعة الملائكة والأصنام. { لاَ جَرَمَ } ، أي: حقاً. وقيل: بلى. وقال الفراء: لا محالة، { أَنَّهُمْ فِى ٱلأَخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } ، يعني: من غيرهم، وإن كان الكل في الخسار.