الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ }

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، فزعم أنَّ له ولداً أو شريكاً، أي: لا أحد أظلم منه، { أُوْلَـٰئِكَ } ، يعني: الكاذبين والمكذبين، { يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } ، فيسألهم عن أعمالهم. { وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ } ، يعني: الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم، قاله مجاهد. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إنهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو قول الضحاك. وقال قتادة: الخلائق كلهم. وروينا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّ الله يدني المؤمن فيضع عليه كَنَفَهُ ويسترُه فيقول: أتعرفُ ذنبَ كذا؟ أتعرفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: نعم أيْ ربِّ، حتى إذا قرّرَهُ بذنوبِهِ ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: سترتُها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطَى كتابَ حسناته " ، وأما الكفار والمنافقون [فينادى بهم على رؤوس الخلائق]، { هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ }.