الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ }

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص { سُعِدُواْ } ، بضم السين [وكسر العين]، أي: رُزقوا السعادة، وسُعِدَ وأُسْعِدَ بمعنىً واحد. وقرأ الآخرون بفتح السين قياساً على «شَقُوا». { فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } ، قال الضحاك: إلا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة. قال قتادة: الله أعلم بثنياه. { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ، أي غير مقطوع. قال ابن زيد: أخبرنا الله تعالى بالذي يشاء لأهل الجنة، فقال: { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ، ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ليأتين على جهنّم زمان ليس فيها أحد، وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقاباً. وعن أبي هريرة رضي الله عنه مثله. ومعناه عند أهل السنة إن ثبت: أن لا يبقى فيها أحد من أهل الإِيمان. وأما مواضع الكفار فممتلئة أبداً.