الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } ، بعد بلاء أصابه، { لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ } ، زالت الشدائد عني، { إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } ، أُشِرٌ بَطِرٌ، والفرح لذة في القلب بنيل المشتهى، والفخر: هو التطاول على الناس بتعديد المناقب، وذلك منهيٌّ عنه. { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } ، قال الفرَّاء: هذا استثناء منقطع، معناه: لكنّ الذين صبرُوا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } ، فإنهم وإن نالتهم شدة صبروا، وإن نالوا نعمة شكروا، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } ، لذنوبهم، { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } ، وهو الجنة. { فَلَعَلَّكَ } ، يامحمد، { تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ } ، فلا تبلِّغه إياهم. وذلك أن كفار مكة لما قالوا:ٱئْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } [يونس: 15] ليس فيه سب آلهتنا همَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَدَعَ آلهتَهم ظاهراً، فأنزل الله تعالى. { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } يعني: سب الآلهة، { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ }: أي: فلعلك يضيق صدرك { أَن يَقُولُواْ } ، أي: لأن يقولوا، { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } ينفقه { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } ، يصدقه، قاله عبدالله بن أبي أمية المخزومي. قال الله تعالى: { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ } ، ليس عليك إلاّ البلاغ، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ } حافظ.