الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } * { وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ }

{ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ } ، " كيدهم " يعني مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة. وقوله: { فِى تَضْلِيلٍ } عمّا أرادوا وأضلَّ كيدهم حتى لم يصلوا إلى الكعبة، وإلى ما أرادوه بكيدهم. قال مقاتل: في خسارة وقيل: في بطلان. { وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ } ، كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضاً. وقيل: أقاطيع كالإبل المؤبلة. قال أبو عبيد: أبابيل جماعات في تفرقة، يقال: جاءت الخيل أبابيل من ها هنا وها هنا. قال الفراء: لا واحد لها من لفظها. وقيل: واحدها إبّالة. وقال الكسائي: إني كنت أسمع النحويين يقولون: واحدها أَبْول، مثل عجول وعجاجيل. وقيل: واحدها من لفظها إِبِّيل. قال ابن عباس: كانت طيراً لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب. وقال عكرمة: لها رؤوس كرؤوس السباع. قال الربيع: لها أنياب كأنياب السباع. وقال سعيد بن جبير: خضر لها مناقير صفر. وقال قتادة: طير سود جاءت من قبل البحر فوجاً فوجاً مع كل طائر ثلاثة أحجار حجران في رجليه، وحجر في منقاره لا تصيب شيئاً إلا هشمته.