الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } * { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } * { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } * { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } * { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ }

{ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌَ } قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: " لكنود ": لكفور جحود لنعم الله تعالى. قال الكلبي: هو بلسان مضر وربيعة الكفور، وبلسان كندة وحضرموت العاصي. وقال الحسن: هو الذي يعد المصائب وينسى النعم. وقال عطاء: هو الذي لا يعطي في النائبة مع قومه. وقال أبو عبيدة: هو قليل الخير، والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئاً. وقال الفضيل بن عياض: " الكنود " الذي أنْسَتْه الخصلةُ الواحدة من الإساءة الخصالَ الكثيرة من الإحسان و " الشكور ": الذي أنسته الخصلةُ الواحدة من الإحسان الخصالَ الكثيرة من الإساءة. { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } ، قال أكثر المفسرين: وإن الله على كونه كنوداً لشاهد. وقال ابن كيسان: الهاء راجعة إلى الإنسان أي: إنه شاهد على نفسه بما يصنع. { وَإِنَّهُ } ، يعني الإنسان، { لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ } ، أي لحب المال، { لَشَدِيدٌ } أي: لبخيل، أي إنه من أجل حب المال لبخيل. يقال للبخيل: شديد ومتشدد. وقيل: معناه وإنه لحب الخير لقوي، أي شديد الحب للخير، أي المال. { أَفَلاَ يَعْلَمُ } ،أي: أفلا يعلم هذا الإنسان، { إِذَا بُعْثِرَ } ، أي: أُثِيرَ وأُخْرِج، { مَا فِى ٱلْقُبُورِ } من الموتى. { وَحُصِّلَ مَا فِى ٱلصُّدُورِ } ، أي: مُيّز وأبرز ما فيها من خير أو شر.