الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } * { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ } ، أي نُلقيك على نجوة من الأرض، وهي: المكان المرتفع. وقرأ يعقوب: «نُنْجِيْك» بالتخفيف، { بِبَدَنِكَ } ، بجسدك لا روح فيه. وقيل: ببدنك: بدرعك، وكان له درع مشهور مرصّع بالجواهر، فرأوه في درعه فصدّقُوا. { لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً } ، عِبرةً وعظةً، { وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ ءايَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ }. { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } أنزلنا بني إسرائيل بعد هلاك فرعون، { مُبَوَّأَ صِدْقٍ } ، منزل صدق، يعني: مصر. وقيل: الأردن وفلسطين، وهي الأرض المقدسة التي كتبَ اللّهُ [ميراثاً] لإِبراهيم وذريته. قال الضحاك: هي مصر والشام، { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، الحلالات، { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } يعني اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تصديقه وأنه نبي، { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } ، يعني: القرآن والبيان بأنّه رسولُ الله صدق ودينُه حق. وقيل: حتى جاءهم معلومهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم كانوا يعلمونه قبل خروجه، فالعلم بمعنى المعلوم كما يقال للمخلوق: خَلْقٌ، قال الله تعالى:هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } [لقمان: 11]، ويقال: هذا الدرهم ضَرْبُ الأمير، أي: مضروبُه. { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، من الدين.