الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ }

{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } يؤمنون. { إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ، أي: لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا. والرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع، { بِٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } ، فاختارها وعملوا لها، { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا }: وسكنوا إليها. { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ } ، أي: عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: عن آياتنا عن محمدٍ صلى الله عليه وسلم والقرآنِ غافلون معرضون. { أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ، من الكفر والتكذيب. قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } ، فيه إضمار، أي: يرشدهم ربهم بإيمانهم إلى جنة، { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ }. وقال مجاهد: يهديهم على الصراط إلى الجنة، يجعل لهم نوراً يمشون به. وقيل: " يهديهم " معناه يثيبهم ويجزيهم. وقيل: معناه بإيمانهم يهديهم ربهم لدينه، أي: بتصديقهم هداهم " تجري من تحتهم الأنهار " أي: بين أيديهم، كقوله عزّ وجلّ:قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً } [مريم: 24]، لم يُرِدْ به أنه تحتها وهي قاعدة عليه، بل أراد بين يديها. وقيل: تجري من تحتهم أي: بأمرهم، { فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ }.