الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَا فِي ٱلأَرْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }

{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } ، يعني: قول المشركين، تمَّ الكلام هاهنا ثم ابتدأ، فقال: { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ } يعني الغلبة والقدرة لله { جَمِيعاً } هو ناصرك، وناصر دينك، والمنتقم منهم. قال سعيد بن المسيب: إنّ العزّةَ للّهِ جميعاً يعني: أن الله يعزّ من يشاء، كما قال في آية أخرى:وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8]، وعزة الرسول والمؤمنين بالله فهي كلها لله. { هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }. { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ } ، هو استفهام معناه: وأيّ شيء يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء؟ وقيل: وما يتبعون حقيقة، لأنهم يعبدونها على ظن أنهم شركاء فيشفعون لنا، وليس على ما يظنون، { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ، يظنون أنها تُقرّبهم إلى الله تعالى، { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } ، يكذبون. { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } ، مضيئاً يُبصر فيه، كقولهم: ليل نائم وعيشة راضيةُ. قال قُطرب: تقول العرب: أظلم الليل وأضاء النهار وأبصر، أي: صار ذا ظلمة وضياء وبصر، { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ، سمعَ الاعتبار أنه مما لا يقدر عليه إلاّ عالم قادر. { قَالُواْ } ، يعني: المشركين، { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } ، وهو قولهم الملائكة بنات الله، { سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } ، عن خلقه، { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ، عبيداً وملكاً، { إِنْ عِندَكُمْ } ، ما عندكم، { مِّن سُلْطَانٍ } ، حجة وبرهان، و«من» صلة { بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }. { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } ، لا ينجون، وقيل: لا يبقون في الدنيا، ولكن.