الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } * { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

قوله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } ، أي: من السماء بالمطر، ومن الأرض بالنبات، { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ } ، أي: من إعطائكم السمع والأبصار، { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } يخرج الحي من النطفة والنطفة من الحي، { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }؟ أي: يقضي الأمر، { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } ، هو الذي يفعل هذه الأشياء، { فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }؟ أفلا تخافون عقابه في شرككم؟ وقيل: أفلا تتقون الشرك مع هذا الإِقرار؟. { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ } ، الذي يفعل هذه الأشياء هو ربكم، { ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ }؟ أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به؟. { كَذَلِكَ }. قال الكلبي: هكذا، { حَقَّتْ } ، وجبتْ، { كَلِمَةُ رَبِّكَ } ، حكمه السابق، { عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ } ، كفروا، { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «كلماتُ ربَّك» بالجمع هاهنا موضعين، وفي المؤمن، والآخرون على التوحيد. قوله: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } ، أوثانكم { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } ، ينشىء الخلق من غير أصل ولا مثال، { ثُمَّ يُعِيدُهُ } ، ثم يحييه من بعد الموت كهيئته، فإن أجابوك وإلا فـ { قُلْ } أنتَ: { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }؟ أي: تصرفون عن قصد السبيل.