الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

{ وَلاَ تَدْعُ } ، ولا تعبد، { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ } ، إن أطعته، { وَلاَ يَضُرُّكَ } ، إن عصيته، { فَإِن فَعَلْتَ } ، فعبدت غيرَ اللّهَ، { فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، الضارين لأنفسهم الواضعين للعبادة في غير موضعها. { وإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ } ، أي: يصبك بشدة وبلاء، { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ } ، فلا دافع له، { إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ } ، رخاء ونعمة وسَعة، { فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ } ، فلا مانع لرزقه، { يُصِيبُ بِهِ } ، بكل واحد من الضر والخير، { مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }. { قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } ، يعني: القرآن والإِسلام، { فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } ، أي: على نفسه، ووبالُه عليه، { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } ، بكفيل، أحفظ أعمالكم. قال ابن عباس: نسختها آية القتال. { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } ، بنصرك وقهر عدوك وإظهار دينه، { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } ، فحكم بقتال المشركين وبالجزية على أهل الكتاب يعطونها عن يَدٍ وهم صاغرون.